تمتلك الفنانة فريدة فهمى تاريخاً طويلاً من الإبداع فى مجال الرقص الشعبى من خلال فرقة رضا للفنون الشعبية، لكنها منذ أن قررت الاعتزال سنة 1983 وهى بعيدة عن الأضواء تماماً، حتى ظهرت مؤخرا فى مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية لحضور عرض فيلمها «غرام فى الكرنك» على هامش المهرجان، حيث تحدثت لـ«المصرى اليوم».
وأكدت فريدة فهمى أن فرقة رضا كانت تسير بقوة الدفع القديمة بعد أن تركها محمود رضا، لكنها توقفت حاليا، موضحة أن فرقة رضا بمستواها الحالى لا تعتبر امتداداً لفرقة رضا التى أسسها محمود وعلى رضا، ولا تحمل من الماضى إلا الاسم.
وعن عدم وجود راقص وراقصة فى نجومية وموهبة محمود رضا وفريدة فهمى قالت: لا أعرف سبباً معيناً لذلك وهذه مسألة قدرية، وربنا هو الذى يعطينا المواهب، وأنا ومحمود وعلى قدمنا شيئا لن يتكرر.
وحول أهم المشاكل التى قد تواجه فرق الفنون الشعبية حاليا وتمنع ظهور أسماء جديدة فى هذا المجال قالت: المسألة تعتمد على المواهب، فإما أن تكون موجودة أو غير موجودة، ومحمود رضا ترك الساحة سنة 1992 قبل أن يصبح المناخ العام بالشكل الموجود حاليا، ونحن كنا موظفين فى وزارة الثقافة، وأصبحنا على المعاش، لكن كان من الممكن أن يكون هناك وضع خاص لمحمود مثل الكثيرين، وكان من الممكن أن يظل موجوداً فى الفرقة كنوع من التكريم له، وأن يكون مستشاراً لهم، وأن يبقى فى العمل حتى يصبح غير قادر على ذلك، لكن استبعاده كان شيئاً صعباً بالنسبة له.
وأضافت: الفنان يجب ألا يحال إلى المعاش، ولو كان لابد من ذلك بسبب الروتين، فمن الممكن بسهولة أن يتم ترتيب وضع خاص له، والمفروض أن يكون موجوداً حتى الآن، وعلى فرض أنه غير قادر على العمل فإن وجوده كأيقونة وكأب لهذا العمل مهم، خاصة أن فرقة رضا كانت حياته، وأعتقد أن هذا التصرف كان خاطئاً.
وأوضحت أن الفرقة كانت تكافح باستمرار، وأن موظفى وزارة الثقافة كانوا باستمرار عائقا بدلا من أن يساعدوا الفرقة من أكبر حتى أصغر موظف.
وقالت فريدة: محمود كان يقول أنا بنيت عمارة جميلة وكبيرة والعمارة تم تكسير أبوابها، فهل أظل أقوم بتصليح هذه العمارة، فالمفروض أن الدولة هى التى تحافظ على هذه العمارة، وأنا سافرت لأمريكا، وحصلت على الماجستير، وهناك استغربوا فقلت لهم إننى أريد تتويج تاريخى بالعلم، وأشعر بأننى قدمت ما أريد وعشت أسعد أيام حياتى فى فرقة رضا، وحاليا أعيش بحب الناس رغم أننى أشعر بدهشة لأن الناس يتذكروننى، وعندما أسمع كلمة حلوة أو أرى ابتسامة أكون فى قمة السعادة.
وأشارت إلى أن هناك عوامل كثيرة وراء عدم وجود راقصات جدد منها المناخ العام وغياب العناصر التى تقوم بتدريب الأجيال الجديدة، وقلة المواهب، موضحة أن هناك غياباً للمبدعين الذين يقومون بتدريب الراقصين والراقصات وفاقد الشىء لا يعطيه.
وأضافت: الزمن حالياً مختلف، والظروف الاجتماعية صعبة كما أن هناك سيطرة للفكر المحافظ، ونحن عشنا زمناً جميلاً، وكان حظنا جيداً، فنحن ظهرنا فى عصر جميل، ومصر كانت مليئة بالشعراء والرسامين والأدباء والصحفيين الكبار، فنحن ظهرنا فى زمن نهضة.
وأكدت فريدة فهمى أنها لا تحضر أى حفلات لفرقة رضا، لأنها لا تحتمل ذلك، مشيرة إلى أن الجيل الجديد لم يشاهد فرقة رضا فى مجدها.
وقالت: الحمد لله أن لدينا فيلمين يحفظان تاريخ الفرقة، جعلاً الجيل الجديد يشاهد جزءاً منه، وأنا أعتب على التليفزيون لأنه لم يحافظ على تراث فرقة رضا، ولم يقم بنقل الشرائط الخاصة بأعمالها والمفروض أن يتم الحفاظ ليس على تراث فرقة رضا فقط، لكن يحافظ على تراث كل العظماء من المبدعين، وأعمال الفرقة موجودة فى ذاكرتنا، وذاكرة كل من فى نفس أعمارنا، لكن الجيل الجديد تم حرمانه منها.
وأشارت إلى أن رصيد فرقة رضا كان من الممكن أن يزيد على فيلمين، لكن وزير الثقافة وقتها كان يحول دون ذلك، مؤكدة أن هناك أشخاصاً كثيرين فى مختلف دول العالم يوجهون الشكر لفرقة رضا، لأنها علمتهم الكثير مثل الالتزام والكفاح والقوة والإصرار.
وأوضحت أنها لم تكمل مشوار التمثيل بعد أن قدمت فى بدايتها قبل فرقة رضا فيلمين هما «جميلة» مع المخرج يوسف شاهين و«إسماعيل يس فى البوليس الحربى» مع إسماعيل يس، لأنها كانت تعشق العمل فى فرقة رضا والوقوف على خشبة المسرح، مؤكدة أنها قررت الاعتزال سنة 1983، وهى فى قمة مجدها.
وقالت فريدة: قررت الاعتزال لكى لا أستمر على المسرح وأظل متعلقة به، خاصة أننى شاهدت نماذج لفنانين يستمرون على المسرح حتى تتغير صورتهم فى عيون الجمهور.