بانر

كندة علوش : عشت مع القاتل لاكتشف فساد المجتمع !

قدمت عددا من الأعمال مع مخرجين سوريين كبار وشاركت في فيلم ايراني وعرفها الجمهور المصري كفتاة فلسطينية مناضلة في فيلم‮ »‬ولاد العم‮« ‬جذبت اليها الأنظار في أهل كايرو الذي عرض مؤخرا في رمضان كصحفية لها مبدأ وتحارب الفساد وتساعد في الكشف عن جريمة قتل صديقتها‮.. ‬اسمها يثير الكثير من التساؤلات حول معناه وهل هو للشهرة‮. ‬عن دورها في أهل كايرو وتكرار قيامها بأداء دور مناضلة وصحفية في عدد من أعمالها السابقة وتحدثها باللهجة المصرية والسينما والدراما السورية كان هذا الحوار مع الممثلة الشابة كندة علوش‮.‬
في البداية توضح كندة علوش ماذا تعني كلمة‮ »‬كندة‮« ‬قائلة‮: ‬انها كلمة‮ ‬غير معروفة داخل مصر ولكنها شائعة في الشام وأصلها منسوب الي قبيلة من اليمن وهي تعني أعلي قمة الجبل‮.‬
وعن دورها في مسلسل‮ »‬أهل كايرو‮« ‬ورحلة البحث عن قاتل‮ »‬صافي سليم‮« ‬برفقة ضابط الشرطة‮ »‬خالد الصاوي‮« ‬تقول كندة‮: ‬رشحني المخرج محمد علي للدور وذلك بعد أن شاهدني في عدد من الأعمال السورية وليس فقط فيلم‮ »‬ولاد العم‮« ‬وتم التواصل بيننا وقبل أن أقوم بقراءة السيناريو تحمست كثيرا لفريق العمل وذلك عندما علمت بأن محمد علي هو المخرج لأنني شاهدت له العديد من الأعمال السينمائية المهمة منها‮ »‬الأولة في الغرام‮« ‬و»لعبة الحب‮« ‬كما شاهدت له في الدراما التليفزيونية‮ »‬حكايات وبنعيشها‮« ‬مع الفنانة ليلي علوي فأدهشني بإخراجه المتميز الذي كان واضحا علي الشاشة،‮ ‬بالاضافة الي وجود المؤلف بلال فضل فكانت هذه عوامل جذب مغرية وفي نفس الوقت زاد من حماسي للعمل النص الجيد والمكتوب بشكل بوليسي مشوق وبه عمق في القضايا التي يطرحها،‮ ‬حيث يقوم بتعرية المشاكل الحقيقية في المجتمع مثل الفساد الاجتماعي والاقتصادي ويتحدث أيضا عن شخصيات اشكالية في أكثر من قطاع كالاعلام والسياسة والاقتصاد،‮ ‬فكان بالنسبة لي عمل‮ ‬غني بالأحداث وبخلاف ذلك كله فالذي أسعدني أيضا علي المستوي الشخصي أن معظم مشاهدي كانت أمام فنان بحجم‮ »‬خالد الصاوي‮« ‬وهو صاحب كاريزما خاصة ومجتهد في عمله وأنا أعتبره مدرسة تمثيل مختلفة،‮ ‬فضلا عن باقي فريق العمل الذي سعدت بهم ومنهم رانيا يوسف وزكي فطين عبدالوهاب ومدير التصوير نانسي عبدالفتاح والمخرج المنفذ كمال منصور‮.‬
كيف قمت بالاستعداد لدورك كصحفية ترأس قسم الحوادث في احدي الصحف الخاصة؟
كانت البداية مع المؤلف بلال فضل والذي يعمل صحفيا في الأساس،‮ ‬فكانت هناك جلسات عمل مستمرة تجمعنا سويا حتي أتمكن من الشخصية وأضع لها ملامحها الخاصة وقد ساعدني كثيرا في الامساك بمفاتيح الشخصية وأتمكن من قراءتها جيدا،‮ ‬كما كان هناك حوار متبادل عن أهمية التفرقة بين صحفي الحوادث وصحفي الفن والرياضة والثقافة،‮ ‬أما المرحلة الثانية فكانت مع نماذج من الصحفيات الشابات اللاتي‮ ‬يمتهن نفس المهنة وكنت طوال الوقت أرصد تحركاتهن
‮ ‬وسلوكياتهن وملابسهن وطريقة تعاملهن مع الآخرين وطريقة الكلام‮.‬
كانت هناك عقبة أخري واجهتك وهي‮ »‬اللهجة‮« ‬علي الرغم من تبريرها داخل أحداث المسلسل بأنك مصرية من أم سورية ألم تجعلك اللهجة تشعرين بالقلق من الدور؟‮!‬
لم أقلق من هذا الدور،‮ ‬فأنا دائما أفضل الأعمال البعيدة الي حد كبير عن شخصيتي الحقيقية،‮ ‬فهذا يخلق نوعا من التحدي بداخلي ونوعا من الحماس أيضا أن أقدم هذه الشخصية علي أكمل وجه،‮ ‬لأنها تتطلب مني مجهودا أكبر سواء في تحضيرها أو في الأداء التمثيلي لها حتي أصل بها الي بر الأمان،‮ ‬فعلي الرغم من أن داليا بها بعض من نقاط التماس مع شخصيتي إلا أنها بشكل عام لا تشبهني حيث انها تركيبة مختلفة وهو ما منحني فرصة لتقديمها بشكل أكثر مصداقية للجمهور‮.‬
وتضيف كندة‮: ‬لقد وقعت في حيرة شديدة بين أن أتحدث باللهجة المصرية أم السورية واستعنت برأي أصدقائي في المسلسل فكان رأي بلال فضل وخالد الصاوي هو أن أتكلم باللهجة المصرية حتي يفهمني الجمهور المصري وأقترب منه وحتي لا يظن صناع الفن في مصر أنني مازلت أعاني من صعوبات في اللهجة،‮ ‬كما كان يذكرني دائما بلال فضل بأن أتحدث باللهجة المصرية لأن الشخصية أصلها مصري‮.‬
نعود الي نقاط التماس بينك وبين داليا في مسلسل أهل كايرو ما هو الشيء المشترك بين داليا وكندة في الصفات؟
أنا‮ »‬حقانية‮« ‬وأدافع عن رأيي مهما كان الثمن أو الضرر الذي يمكن أن يقع علي بل وأصر عليه،‮ ‬فعندما أدافع عن قضية ما أظل أدافع عنها حتي النهاية ولو وصل الأمر الي أن أخسر أمامها أشياء كثيرة،‮ ‬كما انني شخصية حماسية،‮ ‬فمثلا في الحلقات الأولي من المسلسل كان هناك اعتصام في نقابة الصحفيين يقوم به الصحفيون الشبان‮ - ‬تحت التدريب‮ - ‬فتجد داليا انها صحفية مشهورة تشاركهم الاعتصام فأنا مثلها تماما،‮ ‬يمكن أن أشارك في أي مشكلة تخص الشباب،‮ ‬مثلا عندما يكون هناك مشاكل لطلاب معهد الفنون أشاركهم مظاهراتهم بهدف الدفاع عن قضيتهم‮.‬
ومن أوجه التشابه أيضا أنني متسرعة في اتخاذ القرارات قبل أن أفكر فيها وهذا ما يجعلني أتراجع أحيانا وأقول لنفسي لو كنت فكرت ما كنت أقدمت علي هذا القرار،‮ ‬وهذا أواجهه كثيرا في عملي،‮ ‬فأنا أرفض أعمالا بدون تفكير وبعد فترة ألوم نفسي علي ضياع الفرصة والتي كانت قد تعود علي بالنفع رغم عدم اقتناعي بها ‮٠٠١‬٪،‮ ‬كذلك علاقتي الشخصية حيث إنني انفعالية بشكل كبير وقد أجرح شخص ما وبعد التفكير ألوم نفسي علي ما فعلت‮.. ‬لكني لا أندم علي شيء لأني لا أصل الي هذا الحد من الخطأ كي أندم عليه وانما الأمر يجعلني أراجع نفسي وأعطي مساحة أكبر من التفكير في جميع الأمور وفي اختياراتي الفنية‮  ‬وعلاقاتي الاجتماعية بدون تسرع واندفاعية‮.‬
بالعودة الي أعمالك السابقة نجد انك محاصرة في أدوار معينة قدمت دور الصحفية أكثر من مرة وكذلك دور الفتاة الفلسطينية فما تعليقك علي ذلك؟‮!‬
أري أنه أمر‮ ‬غير مقصود وأعتقد أن السبب في ذلك هو المخرج الذي يراني في مثل هذه الأدوار وربما شخصيتي نفسها هي التي توحي للمخرج بذلك ليختارني في هذا الدور‮.‬
ولكن من الملاحظ أيضا انك تهتمين أكثر بتقديم الأعمال التي تحمل قضايا وطنية مثل الصراع العربي الاسرائيلي حدث ذلك في أكثر من عمل مثل‮ »‬ولاد العم‮« ‬و»اجتياح‮« ‬و»اليقظة‮« ‬أو»الغرباء‮« ‬وغيرها أتوافقينني في هذا الرأي؟‮!‬
بالفعل أنا أهتم بهذه القضايا التي تمس وجدان المواطن العربي والقضية الفلسطينية احدي القضايا التي تشغل بال الوطن العربي كله وبالفعل قدمتها في أكثر من عمل منها ولاد العم والذي ظهرت فيه كمناضلة فلسطينية والفيلم الايراني اليقظة‮ »‬الغرباء‮« ‬والذي قدمت فيه دور الصحفية الفلسطينية التي تدافع عن قضيتها وكذلك مسلسل‮ »‬اجتياح‮« ‬مع شوقي الماجري،‮ ‬فضلاعن أن هناك فيلما لبنانيا يطرح قضية وطنية أيضا،‮ ‬فأعمال مثل تلك لا يمكن رفضها لأنها تمس المواطن العربي وبالتالي تمسني كإنسانة جدا وبالطبع أتحمس لها‮.‬
ما المعايير التي تختارين من خلالها أدوارك؟‮!‬
الورق أو السيناريو المكتوب بعمق مع وجود المخرج ذي القيمة الفنية العالية وله باع طويل في عالم الفن،‮ ‬كذلك تركيبة العمل أو فريق العمل والتي توافرت في جميع أعمالي التي شاركت فيها ومنها‮ »‬ولاد العم‮« ‬مع كريم عبدالعزيز ومني زكي وشريف منير وكذلك في‮ »‬أهل كايرو‮« ‬و»اجتياح‮« ‬وفي فيلمي السوري‮ »‬مرة أخري‮« ‬والذي حصل علي جوائز مهمة في مهرجان دمشق،‮ ‬ومن المقرر له أن يعرض في مهرجان القاهرة والاسكندرية وهو من الأفلام التي اعتز بها لأنه يتحدث عن العلاقات السورية اللبنانية المليئة بالمشاحنات والشد والجذب وهي من القضايا المهمة التي تطفو علي السطح وهو من اخراج جود سعيد‮.‬
ظهرت داليا في بداية الحلقات انها صاحبة مبدأ وساخطة علي النظام ولكن مع تسلسل الأحداث وجدنا أن داليا تتنازل عن هذا المبدأ وتقع في حب رجل النظام فما‮  ‬تعليقك علي ذلك؟‮!‬
أولا داليا لم تتنازل عن مبادئها وانما رأت في هذا الرجل انه يتصف بنفس صفاتها وهي الدفاع عن المظلوم والوقوف بجوار الحق وانه لم يتأثر بالمناخ العام الفاسد للنظام‮.‬
بعد‮ »‬أهل كايرو‮« ‬و»ولاد العم‮« ‬هل ترين أن هذا سيفتح لك سوقا جديدا داخل مصر؟‮!‬
لا أعرف بصراحة أنا لم يكن هدفي هذا الأمر بقدر ما كان يهمني أن أشارك في فيلم سينمائي مع مخرج كبير وقد تحقق هذا من خلال فيلم ولاد العم مع شريف عرفة والذي اعتبره من أهم مخرجي السينما العربية علي الاطلاق،‮ ‬كذلك أبحث دائما عن الورق الجيد في أي مكان وهذا ما جذبني أيضا في الفيلم الذي يتحدث عن الصراع العربي الاسرائيلي وهي قضيتي الأولي والتي أهتم بها ومن هذا الفيلم جاءت مشاركتي في مسلسل أهل كايرو فالذي يهمني في النهاية أن أقدم دوري علي أحسن ما يكون وأن يلقي ردود فعل ايجابية وهذا ما تحقق في التجربتين‮.‬