محاكمة الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك لم تتسبب في مشاعر فرحة للجميع فقط، بل وزادت من يقين البعض بأن اغتياله لم يكن الحل الأمثل للتخلص من فساده، بل بقائه حياً حتى الآن وإخضاعه ورموز نظامه لمحاكمة لم تكن يوماً على بالهم، ومن هؤلاء البعض حسين شميط المتهم الأول بتدبير حادث اغتيال مبارك في إثيوبيا عام 1995.
شميط، في حواره مع صحيفة «الشرق الأوسط اللندنية»، حمد الله كثيراً على عدم نجاح محاولته لاغتيال مبارك وبقائه في الحكم حتى قيام ثورة يناير 2011، حتى يتم إذلاله بتلك الطريقة وإخضاعه لمحاكمة عادلة يظهر خلالها فساده وطغيانه طوال 30 عاماً حكم خلالها البلاد بالقوة والنار، وأكد أن حكمة الله في ذلك تراءت له الآن فلو كان قُتل بالحادث لكان تم تصويره على أنه البطل الشهيد الذي راح نتيجة للتطرف الديني، واستمرار النظام بفرد آخر أو بابنه جمال دون جدوى.
العقل المدبر لاغتيال الرئيس المصري، ظﻞ ﻟﺴﻨﻮات طﻮﯾﻠﺔ ﻣﻄﺎرداً وهارباً من السلطات المصرية باعتباره أحد قادة الجماعة الإسلامية، وتنقل داخل أفغانستان، إيران، باكستان، السودان وأثيوبيا حتى قرر تنفيذ عملية الاغتيال، ولكنه عاد إلى القاهرة الصيف الماضي ﺑﻌﺪ ﻏﯿﺎب استمر أﻛﺜﺮ ﻣﻦ 20 ﻋﺎﻣﺎً.
ويعيش الآن بقرية الضبعية بمحافظة الأقصر محاولاً طي صفحة الماضي ومؤمناً بعدم اضطرار الجماعة لحمل السلاح مجدداً كما كان في السابق، حيث أجبروا على عمليات التصفية الجسدية بعدما شهد حكم مبارك فترات طغيان وإذلال لأفراد الجماعة، حيث قام نظامه بسجن نحو 60 ألف شخص دون الحق في الاعتراض أو المحاكمة القانونية.