بانر

حقيقة وفاة السلطان سليمان العثمانى فى حريم السلطان ومن تولى الحكم بعده



نقش غائر لسليمان يزين مجلس النواب الأمريكي. وهو واحد من النقوش الثلاثة والعشرين التي تكرم ساني القوانين عبر التاريخ.

وفاة السلطان سليمان

قد بلغ السلطان سليمان القانونى من العمر 74 عاماً , ومع ذلك عندما علم بأن ملك الهايسبرج أغار على ثغر من ثغور المسلمين , قام للجهاد من فوره …

ومع أنه كان يتألم من شدة المرض إلا أنه قاد الجيش بنفسه وخرج على رأس جيش عرمرم فى 9 شوال عام 973هـ , 29 ابريل عام 1566م .. ووصل الى مدينة سيكتوار المجرية وكانت من أعظم ما شيّده النصارى من القلاع … وكانت مشحونة بالبارود والمدافع
وكان قبل خروجه للجهاد , نصحه الطبيب الخاص بعدم الخروج لعلّة النقرس التى به , فكان جواب السلطان سليمان الذى خلده له التاريخ : أحب أن أموت غازيا فى سبيل الله …
سبحان الله, هذا السلطان كان قد بلغ من الكبر عتيا وكان يملك تحت قبضته نصف الدنيا , وملوك الأرض طوع بنانه وكان بإمكانه التمتع بحياة القصور والتنقل بين الغرف والاستمتاع بالملذات والشهوات , ومع ذلك أبى إلا أن يخرج غازيا فى سبيل الله ..
وخرج بالفعل على رأس جيشه وما كان يستطيع ان يمتطى جواده لازدياد علة النقرس عليه , فكان يُحمل فى عربة , حتى وصل الى أسوار مدينة سيكتوار …
وابتدأ فى حصارها , وفى أقل من اسبوعين احتلّ معاقلها الأمامية , وبدأ القتال واشتدّ النزال , وكان أصعب قتال واجهه المسلمون لمتانة الأسوار حصانتها وضرواة النصارى فى الدفاع عن حصنهم ..

واستمر القتال والحصار قرابة 5 شهور كاملة , وما ازداد أمر الفتح الا استعصابا وازداد همّ المسلمين لصعوبة الفتح , وهنا اشتدّ مرض السلطان وشعر بدنوّ الأجل , فأخذ يتضرع الله تعالى وكان من جملة ما قاله : يارب العالمين , افتح على عبادك المسلمين , وانصرهم , واضرم النار على الكفار ..

فاستجاب الله دعاء السلطان سليمان , فأصاب أحد مدافع المسلمين خزانة البارود فى الحصن فكان انفجارا مهولا ,
عندما جاء خبر الفتح للسلطان سليمان وهو فى غمرات الموت , فرِح وحمد الله تعالى وقال : الآن طاب الموت …
وتخرج روحه الى بارئها , الى جنان الخلد ان شاء الله … فى 20 صفر عام 974هـ , 5 سبتمبر 1566م


نعش سليمان في ضريحه الملحق بمسجد سليمان القانوني.

ما أروع هذ الخاتمة …


سلطان المسلمين يموت مجاهدا فى سبيل الله , وتفوض روحه فى أرض الجهاد مقبلا غير مدبر , فيالها من خاتمة , نسأل الله لنا مثلها

وأخفى الوزير محمد باشا نبأ وفاة السلطان حتى أرسل لولى عهده السلطان سليم الثانى , فجاء واستلم مقاليد السلطنة فى سيكتوار , ثم دخل اسلامبول ومعه جثمان ابيه الشهيد – ان شاء الله – وكان يوما مشهوا لم يُرى مثله إلا فى وفاة محمد الفاتح … وصلّى عليه الإمام المفتى أبى السعود

وعلم المسلمون خبر وفاة السلطان سليمان , فحزنوا أشد الحزن ورثاه الشعراء والعلماء بقصائد ليس لها مثيل ..

اما على الجانب النصرانى , فما فرح النصارى بموت أحد بعد بايزيد الأول ومحمد الفاتح كفرحهم بموت السلطان سليمان المجاهد الغازى فى سبيل الله ..
وجعلوا يوم وفاته عيدا من أعيادهم , ودقت أجراس الكنائس فرحا بموت مجدد جهاد الأمة فى القرن العاشر رحمه الله …

وتولى بعده: الخليفة سليم الثاني.

السلطان سليمان القانونى فى أواخر أيامه , وما ترك الجهاد قط