بانر

نوادر من الحرب العالمية الأولى


- سُئل رجل إنجليزي: هل تهتم قريتك بالحرب (يقصد الحرب العالمية الأولى)؟
قال نعم، ولا حديث لها إلا بها. فقيل له: ألا تتمنى شيئًا، قال: نعم،تتمنى ذهابي إلى ساحتها لخدمة وطني ظاهرًا، وقلبي يُحَدِّثُنِي أنها تتمناه للخلاص مني باطنا.
- يُرْوَى أن أحد الجنود المُكَلَّفِين بعمل قهوة في الخندق للجنود الفرنسيين، حمل إبريقه في إحدى الليالي، واجتاز الحدود الفرنسية، وظلَّ ماشيًا حتى وصل إلى الخندق الألماني، وصرخ قائلًا: “أنتم يا قوم ألا تريدون قهوة؟”، فنظر إليه أحد الجنود الألمان ظنًّا منه أنه ألماني يمزح معهم، فقال له: “اذهب إلى مكانك قبل أن تتساقط عليك القذائف كالمطر”، فاستجاب الجندي، وذهب إلى الخنادق الفرنسية, فأطلق عليه الألمان القذائف والنيران، ولكنه عاد إلى خندقه سليمًا.
- من نوادر هذه الحرب أن امرأة ألمانية عجوزًا، في السبعين من عمرها، قُتل جميع أبنائها في الحرب، وكذلك أحفادها, وقد قتلت في الحرب خمسة عشر روسيًّا، وظلَّت تُحَارِب حتى جُرِحَت في ذراعها، وعندما أُسِرَت عاملها الروسيِّون معاملة حسنة، ولكنها مع ذلك لم تأكل مما قُدِّم إليها، وظلَّت تَسُبُّهُم.
- كتب ضابط إنجليزي إلى أهله عن المعارك التي حضرها نكتة لطيفة، حيث قال:
لما كنا في مقاطعة الاين وقعت لنا حادثة مضحكة، فقد بلغت الوقاحة  بالألمان أنهم أرادوا ليلة من الليالي، وهم يبيتون في خنادقهم، إقلاق نومنا بصوت موسيقاهم, وفي هذا الوقت كان جنود الحرس الايرلندي مقيمين في خنادق لا تبعد كثيرًا عن خنادق الأعداء، فقلقوا من تلك الأغنية المزعجة، وطلبوا منا أن نسكتها, فأطلقنا المدافع على الألمان أربع مرات متتالية, ثم سمعنا صوتًا من خنادق الايرلنديين يقول: نشكركم شكرًا جزيلا. فقد سكتت الموسيقى، وتفرَّق جَمْعُ الأعداء بسرعة.


- أرسل ضابط فرنسي ستة عساكر للاستطلاع والاستكشاف في إحدى القرى على الدراجات، فلما وصلوا إلى القرية سألوا أهلها عن الأعداء، فأكَّدُوا لهم أنه لا يوجد ألماني واحد في القرية أو في الجوار، فتركوا دراجاتهم وذهبوا لإحدى الخمَّارات؛ لتناول الشراب، وعندما دخلوها، وجدوا فيها ستة من الجنود الألمان يشربون كؤوس البيرة، واضعين أسلحتهم في إحدى زوايا الخمارة, وعندما أراد الجنود الألمان أخذ بنادقهم، صوَّب إليهم الفرنسيون أسلحتهم، وأمروهم بالوقوف, فوقفوا، ثم أخذ الفرنسيون بنادقهم وأسلحتهم، وجالسوهم إلى أن أتمُّوا شرب كؤوسهم، وأخذوهم أسرى حرب.
- خطر لجنود الحلفاء في شبه جزيرة غليبولي خداع الأتراك المرابطين في خنادقهم، واستدراجهم إلى الجلاء عن مواقعهم، فجمعوا العديد من الحمير، وعلَّقُوا في رقابها فوانيس، وتركوها تمشي تجاه المعسكر العثماني ليلا, فظن الجنود الذين في المعسكر بأن هناك قوة كبيرة من العدو تقوم بالهجوم عليهم، فتركوا المعسكر وهربوا .