بانر

وفاة الكاتب البريطاني كريستوفر هيتشنز


توفي يوم الجمعة الكاتب الصحفي والناقد الأدبي البريطاني الولادة كريستوفر هيتشنز، عن 62 عاما. وتوفي هيتشنز في مستشفى بتكساس إثر إصابته بمرض الالتهاب الرئوي ومضاعفات سرطان المريئ الذي كان يعاني منه.
وأفادت مجلة "فانيتي فير" التي أعلنت خبر الوفاة، أنه "لن يكون هناك شخص مثل كريستوفر".ووصف جرايدون كارتر محرر المجلة، كريستوفر بأنه كان " شديد الذكاء، وكان في منتهى النشاط في كتابته كما كان كذلك في البار." في إشارة إلى كثرة شرابة للكحوليات.
وأضاف: "إن من قرأ له كان يشعر بأنه يعرفه، ومن كان يعرفه كان من بين النفوس المحظوظة بشدة."
وولد هيتشينز في مدينة بورتزماوس البريطانية وتخرج في جامعة أكسفورد في 1970.
بدأ حياته العملية كصحفي في بريطانيا في السبعينيات وانتقل في وقت لاحق إلى نيويورك، وأصبح محررا مشاركا في مجلة فانيتي فير عام 1992.
اكتشف كريستوفر إصابته بمرض السرطان في يونيو/حزيران 2010، وكتب حول تدهور صحته في عموده بمجلة فانيتي فير.
وفي أغسطس/آب عام 2010، كتب في مقال له للمجلة: "أحب صورة النضال." واضاف: "كنت أتمنى أحيانا أني لو عانيت من أجل قضية صالحة، أو مخاطرة بحياتي من أجل مصلحة الآخرين، بدلا من كوني مريضا يتعرض لخطر كبير."
وفي حديثه لـ"بي بي سي" في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، تكلم عن تأملاته في الحياة التي عرف أنها ستنتهي عاجلاً. وقال:" أن تعرف أن حياتك محددة أكثر مما كنت تظن أنها كذلك، فهذا يجعل العقل أكثر تركيزا."
ولطالما اعتقل هيتشنز في التجمعات السياسية، وتم طرده مرة من حزب العمال البريطاني لمعارضته حرب فيتنام.
أصبح مراسلا لمجلة الإشتراكية الدولية التابعة لحزب العمال الإشتراكي. وعقب أحداث الحادي عشر من سبتمر/أيلول كان يختلف مع ناعوم تشومسكي وعدد ممن قالو أن السياسة الخارجية الأمريكية ساعدت في حدوث هذه الكارثة.
أيد الحرب على العراق، ودعم جورج بوش الإبن في الإنتخابات الرئاسية عام 2004. مما أدى إلى اتهامه بالخيانة من قبل البعض، وجعل أحد أصدقائه القدامى يقول بحقه "أنت كاذب، واستغلالي، ومتناقض ساخر."
"صوت عظيم"
وكان هيتشنز على خلاف مع أخيه الصحفي بجريدة ميل أون سنداي بيتر هيتشنز، ولكنهما تصالحا في وقت لاحق فيما بعد.
وقال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير: "لقد كان كريستوفر هيتشنز شخصا كاملا، ومزيجا رائعا من كاتب وصحفي ومحاور وشخصية فريدة."
واضاف: "كان لايخشى شيئا في سعيه وراء الحقيقة وأية قضية كان يؤمن بها. ولم يكن هناك أي معتقد يتمسك به ولم يقم بالدفاع عنه بعاطفة والتزام وبراعة."
وكان بلير شارك في مناظرة مع هيتشنز حول الدين في برنامج مونك ديبيت في تورونتو عام 2010.
ووقف هيتشنز بجوار الكاتب الإيراني سلمان رشدي خلال فترة الغضب التي أعقبت نشر روايته آيات شيطانية.
وعقب وفاة هيتشنز، كتب رشدي عبر حسابه الخاص على تويتر: "مع السلامة صديقي الحبيب. لقد صمت صوت عظيم، وتوقف قلب عظيم أيضا."
وقال زميله في جامعة أوكسفورد دينيس ماشين وعضو البرلمان: " كان كريستوفر يسبح ضد كل تيار، وكان داعما لحركة المقاومة البولندية والتشيكية في السبعينيات، وكان يدعم تاتشر لأنه كان يعتقد أن التخلص من المجلس الأرجنيتيني الفاشي فكرة جيدة."
كاتب غزير الإنتاج
سبب له نشر كتابه الذي جاء بعنوان "الإله ليس عظيماً" عام 2007 شهرة كبيرة في موطنه الثاني
الولايات المتحدة، وكان يلعب بسعادة دور أشهر ملحد في البلاد. وظل على اقتناعة بالإلحاد بعد معرفته بمرضه بالسرطان وقال لأحد محاوريه: "لم أجد دليلا أو منطقا تم تقديمه يمكن أن يغير فكري، لكنني أحب المفاجئات."
وصفه الكاتب والملحد البارز ريتشارد داوكينز بـ"أفضل متحدث في زماننا وبـ"محارب شجاع ضد كل الطواغيت". كما قال عنه نائب رئيس الوزراء نك كليج، والذي عمل يوما كمتدرب مع هيتشنز: " كان كريستوفر عظيما في كل شيء كما ينبغي أن يكون الكاتب، مراوغ، وبارع ومستفز، ومع ذلك جاد جدا."
وأضاف:" سيفتقده كثيرا كل شخص يقدر الآراء القوية والكتابات العظيمة."
وكتب هيتشينز للعديد من المطبوعات، وألف 17 كتابا من بينها محاكمة هنري كيسنجر، وكيف يسمم الدين كل شيء، ومذكرات، و هيتش 22.
وكانت مجموعة مختارة من مقالاته قد تم نشرها هذا العام.