بانر

جمعة "استرداد الثورة" تطالب بالغاء الطوارىء وتعديل الانتخابات

طالب المتظاهرون فى جمعة استرداد الثورة بإلغاء قانون الطوارىء وتعديل قانون الانتخابات الذى أصدره المجلس العسكرى مؤخرا، وتطبيق قانون الغدر أو ما يعرف بالعزل السياسى لمنع فلول الحزب الوطنى من ممارسة العمل السياسى لمدة عشر سنوات مقبلة، وتحديد جدول زمنى لنقل السلطة من المجلس العسكرى إلى سلطة مدنية.

كما يطالبون بإلغاء المحاكمات العسكرية وكافة الأحكام الصادرة عنها خلال الفترات السابقة على أن تعاد تلك المحاكمات أمام محاكم مدنية, ويطالبوا بتطهير وزارة الداخلية ووزارة الإعلام, وضمان استقلال القضاء وتطهيره, وحرية إنشاء نقابات مستقلة, وإقرار الحدين الأدنى والأقصى للأجور والغاء قانون تجريم الاعتصامات.

كان مئات المتظاهرين قد بدأوا فى التوافد على ميدان التحرير للمشاركة فيما أطلق عليها جمعة (إسترداد الثورة), والتى دعت إليها بعض الأحزاب والحركات والقوى السياسية المتنوعة وعارضها البعض الآخر.

وأغلق الشباب المشارك فى فاعليات جمعة اليوم جميع مداخل ميدان التحرير، الذى خلا من أى وجود لرجال الشرطة أو القوات المسلحة، حيث قاموا بوضع حواجز حديدية بشوارع محمد محمود، وقصر العينى، وأمام مسجد عمر مكرم، وأول كوبرى قصر النيل، وأمام المتحف المصرى وشارع قصر النيل لوقف حركة تدفق السيارات على الميدان.

وقامت اللجان الشعبية بميدان التحرير بتأمين مداخل ومخارج الميدان ; حيث بدأت فى الكشف عن هوية الوافدين إلى الميدان وتفتيشهم قبل دخولهم; لضمان عدم إندساس أى من العناصر المثيرة للشغب أو الخارجة عن القانون، وذلك بعد أن قام المجلس العسكرى أمس ببث رسالة على صحفته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى (فيسبوك) يدعو كافة القوى المشاركة فى جمعة اليوم الى تحمل مسئوليتهم الوطنية أمام الشعب فى التنظيم والتأمين والحفاظ على كافة المنشآت الخاصة أو الممتلكات العامة للدولة.

وعلى هامش جمعة (إسترداد الثورة) التقى الناشط السياسى الدكتور عمرو حمزاوى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة عددا من مصابى ثورة 25 يناير الذين بدأوا فى اعتصام مفتوح , والتى دعت إليها بعض الأحزاب والحركات والقوى السياسية المتنوعة وعارضها البعض الآخر.

وقال حمزاوى إن مشاركته جاءت ليس لتسجيل موقف سياسى بقدر ماهو الاستماع إلى مطالب الفئات " الأكثر تضررا" .

من ناحية أخرى , طالب عدد من مصابى الثورة باصدار معاش لجميع المصابين, وتغيير إدارة مجلس إدارة صندوق علاج مصابى الثورة , فضلا عن تخصيص قطعة أرض لكل مصاب
ويتكلف الصندوق بانشاء مشروعات عليها للمصابين.

من جانبه، اعتبر المستشار محمود الخضيرى نائب رئيس محكمة النقض السابق أن تفعيل قانون الغدر على عناصر الحزب الوطنى المنحل يأتى فى مقدمة مليونية جمعة (إسترداد الثورة), والتى دعت إليها بعض الأحزاب والحركات والقوى السياسية.

وقال الخضيرى إن مفهوم استرداد الثورة يعنى استكمال بقية المطالب , والتى عددها فى إلغاء قانون الطوارىء, وإقرار نظام الانتخابات بالقائمة, وإقرار قانون السلطة القضائية وتعديل الدوائر الانتخابية وتعديل قانون مجلسى الشعب والشورى بتقليل الاعتماد على نظام القائمة الفردية وذلك لمنع تسلل أعضاء الحزب الوطنى المنحل إلى الحياة السياسية.

وفي السياق نفسه ، نظم الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي مسيرة سلمية إلى ميدان التحرير برئاسة الدكتور محمد أبو الغار للمشاركة في جمعة "استرداد الثورة"، وطالب المشاركون بالمسيرة بإلغاء المحاكمات العسكرية على أن تعاد تلك المحاكمات أمام محاكم مدنية، كما طالبوا أيضا بتطهير وزارة الداخلية ووزارة الإعلام, وضمان استقلال القضاء وتطهيره, وحرية إنشاء نقابات مستقلة, وإقرار الحدين الأدنى والأقصى للأجور والغاء قانون الطوارئ.

تجدر الإشارة الى أن العديد من الأحزاب والقوى والحركات السياسية قد دعت للمشاركة فى جمعة استرداد الثورة اليوم ومن أبرزها حركة 6 أبريل، اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة، وإئتلاف شباب الثورة، وحركة أقباط بلا قيود، وأحزاب الوفد، والوسط، والغد الجديد، والوعى، والكرامة، والناصري، والعدل، والجبهة الديمقراطية، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والعمال الديمقراطى، وحملة دعم أيمن نور، و"الاشتراكيون الثوريون" ، بالاضافة إلى حركة شباب من أجل العدالة والحرية، والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، واللجان الشعبية للدفاع عن الثورة، وحركة مشاركة، وحركة المصري الحر، وائتلاف ثورة اللوتس, وتحالف حركات توعية مصر.

من جهة أخرى، أعلنت العديد من الأحزاب والقوى والحريات السياسية الأخرى عدم مشاركتها فى جمعة اليوم ومن أبرزها الاخوان المسلمون، وحزب الحرية والعدالة، والدعوة السلفية، والجماعة الإسلامية، وحزب المصريين الأحرار، وحزب الاتحاد المصرى العربى.

إلى ذلك، شهد ميدان التحرير مسيرة تضم بضع عشرات من الأشخاص للمطالبة بالإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن المحتجز بالسجون الأمريكية منذ سنوات.

ورفع المشاركون فى المسيرة عددا اللافتات مطبوعا عليها صور الشيخ عمر عبدالرحمن، مرددين العديد من الهتافات التى تطالب بالافراج عنه.

كما شهد الميدان مسيرة ضمت حوالى 50 شخصا بقيادة الشيخ حسام أبو البخارى المنسق العام لائتلاف المسلمين الجديد تطالب بضرورة سرعة تسليم السلطة لحكومة منتخبة.

ورفع المشاركون - خلال المسيرة - عددا اللافتات تطالب بسرعة تسليم السلطة لحكومة منتخبة من إرادة الشعب وتطالب بالحرية للشعب المصرى والهتافات "عاوزين حرية حقيقية".

ويشار إلى أنه قد تم إنشاء عيادة طبية ميدانية للمشاركة في فعاليات جمعة (استرداد الثورة) ، وقال الدكتور هشام العربي المشرف العام بالعيادة الطبية - فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط - إن الطاقة الاستيعابية الخاصة بالعيادة للحالات المصابة تصل إلى 50 حالة بحد أقصى ، مشيرا إلى العيادة تضم بعض الأدوية والإسعافات الأولية للمصابين من جهود التبرعات للمواطنين.

وفي نفس السياق, وصل إلي الميدان عدد من المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية للمشاركة فى فاعليات جمعة "استرداد الثورة" منهم الدكتور محمد سليم العوا الذى حضر وسط حشد كبير من المتظاهرين الذين حرصوا على الترحيب به والتقاط الصور التذكارية معه, فيما اضطر العوا الى الاستعانة باللجان الشعبية القائمة على الأعمال التنظيمية لمنصة حزب الوسط لحمايته من تدافع المتظاهرين عليه.

ووصل أيضا الدكتور أيمن نور إلي الميدان, وأدار حوارا مع العديد من المواطنين حول المرحلة الحالية التى تعيشها البلاد ورؤيته للمستقبل.

وأكد العوا ونور فى حوارتهما مع المتظاهرين أن نزولهما الى ميدان التحرير للتأكيد على أهمية استكمال وتحقيق كافة مطالب الثورة.

وقال العوا من على منصة حزب الوسط انه قرر تعليق حملته الرئاسية وارجع ذلك إلى القرار الصادر بإجراء الانتخابات البرلمانية في مدة تجاوز ستة أشهر مما يتسبب فى إطالة مدة الإنتخابات البرلمانية، معتبرا أن إطالة مدة الانتخابات البرلمانية ستؤدي إلى فوضى تعوق سبيل الاستقرار الاقتصادي ودفع عجلة الإنتاج.

وطالب المرشح الرئاسي المحتمل بتحديد جدول زمني لإنتقال السلطة إلى سلطة مدنية منتخبة تحقيقا للهدف الرئيسي من الثورة المصرية المجيدة، مؤكدا رفضه التام لقانون الطوارىء.

وأضاف أنه سوف يركز خلال الفترة القادمة على العمل الشعبي وخدمة مطالب الثورة والتي لم تستكمل معتبرا أنها تحتاج إلى تكاتف كافة القوى السياسية فى هذا الوقت.

ولفت العوا إلى أن اللجوء للإعتصام في هذه المرحلة وارد كوسيلة ضغط لتحقيق المطالب إلا أنه ليس مطروحا حاليا.

كما وصل عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط والقى كلمة من على منصة الحزب أكد خلالها ضرورة الغاء قانون الطوارىء وتفعيل قانون الغدر واستبعاد أعضاء الحزب الوطنى المنحل عن الحياة السياسية، وسرعة تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة من إرادة الشعب، كذلك وصلت بثينة كامل مرشحة الرئاسة.

ومن ناحيته دعا الدكتور أيمن نور المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية جموع المتظاهرين إلى المشاركة في الجمعة المقبلة، واصفا بأنها سوف تكون "أكثر فاعلية" من جمعة اليوم.

وطالب نور خلال مشاركته في - جمعة استرداد الثورة - بسرعة تسليم السلطة إلى مجلس مدني وتحديد جدول زمني لذلك, مع تعديل قانون الانتخابات الذي صدر مؤخرا، مشيرا إلى أن مليونية اليوم بمثابة رسالة لحسم بعض القضايا العالقة.

ولفت نور - الذى رفض الانضمام إلى إحدى المنصات الثلاثة المتواجدة في ميدان التحرير - إلى أن تلك المليونية أولى الفاعليات التي ستستمر حتى استجابة المجلس العسكري للمطالب.

ومن جهته، قال المنسق العام للجمعية الوطنية للتغير جورج اسحاق إنه سيتم عقد اجتماع موسع الأحد لبحث رؤية القوى المختلفة في التعامل السياسي خلال المرحلة الانتقالية والتجهيز لموقف موحد في الانتخابات التشريعية المقبلة.

وأضاف جورج أن الجمعية لا تدعو لاعتصام في الميدان، داعيا المشاركين إلى الإلتزام بسلمية الثورة.

يشار إلى أن الإجتماع الذي سيعقد الأحد لبحث رد فعل موحد في حالة عدم الاستجابة للمطالب التي حددها المشاركون في المظاهرات التي خرجت اليوم في ميدان التحرير وعدد من الميادين في بعض المحافظات، فيما عرف بجمعة استرداد الثورة.