بانر

الأردن أول دولة في الشرق الأوسط تتأهل لنهائيات مايكروسوفت 2011

تعتبر مسابقة مايكروسوفت العالمية (2011 Microsoft Imagine Cup) «كأس التخيل» من أهم المسابقات التكنولوجية على مستوى العالم التي تتيح الفرصة للشباب الجامعي لاستغلال قدراتهم الابداعية وشغفهم ومعرفتهم التكنولوجية للمشاركة في حل المشاكل والتحديات العالمية التي تسهم في تحسين حياة البشرية واحداث فرق في العالم وذلك من خلال تمكين الشباب من المشاركة في المسابقة والمنافسة والتطلع للفوز مما يكسبهم خبرات حقيقية في حياتهم ويكونون صداقات جديدة وشراكات قد تسهم في تغيير العالم نحو الأفضل.

تأسس كأس مايكروسوفت للتخيل في عام 2003، لتشجيع عقول الشباب العالمي على المشاركة في تحسين العالم وحل مشاكله باستخدام التكنولوجيا الحديثة حيث نُظمت المسابقة على التوالي في كل من برشلونة، اسبانيا، سان باولو، البرازيل، يوكاهاما، اليابان، نيوديلهي، الهند، سيئول، كوريا الجنوبية، باريس، فرنسا، القاهرة، الى أن وصلت الى وارسو، بولندا، وفي عام 2011 اتجهت الى الغرب ونُظمت في نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية حيث حققت المسابقة في عامها العاشر نمواً ملحوظاً وأصبحت مسابقة عالمية تركز على ايجاد الحلول للمشاكل الحقيقية في العالم.

في عام 2011 سجل 358.000 طالب وطالبة يمثلون 183 دولة في المسابقة وأقيمت التصفيات الوطنية في كل دولة على حدة، فما كان من الشباب الاردني في معظم الجامعات الاردنية وبدعم من شركة مايكروسوفت الا المشاركة في هذا المسابقة العالمية مقدمين العديد من المشاريع التكنولوجية، حيث قامت رئيس مدينة الحسن العلمية سمو الأميرة سمية بنت الحسن في نيسان 2011 بتكريم الفرق الفائزة بالمراكز الخمسة الأولى فكان المركز الأول من نصيب فريق «OaSys» والذي ضم كلا من الطلبة هاني ابو حويج ويوسف وادي من الجامعة الألمانية الأردنية ومحمد عزام من جامعة البتراء و منير ابو هلال من جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا وباشراف محمد صالح.

انطلق الفريق الشبابي الاردني «OaSys» بكل ثقة ومعنويات عالية الى ولاية نيويورك الامريكية في تموز الماضي لتمثيل الاردن في المسابقة وبعد منافسات شديدة وقوية مع الفرق التي تمثل أقوى واعرق الجامعات ومن مختلف دول العالم فاز مشروع Horizon في مجال تصميم البرمجيات الذي صممه الفريق بالمركز الثالث بعد الفريق الايرلندي الذي حصد المركز الأول والفريق الأمريكي الذي فاز بالمركز الثاني.

وقد حظي فريق «OaSys» والذي يُعتبر اول فريق من الشرق الاوسط يصل الى الدور النهائي ويحقق هذا الانجاز العالمي على دعم جلالة الملكة رانيا العبدالله التي أعربت على صفحتها الخاصة على الفيس بوك وتويتر عن اعتزازها بالفريق لوصولهم الى نهائي مايكروسوفت العالمية وهنأتهم بالفوز.

ويتكون مشروع أفق (Horizon) من جهاز تكنولوجي يسمح للأشخاص الذين يعانون من الشلل الرباعي من استخدام الكمبيوتر وتحريك الفأرة والطباعة باستخدام جهاز للأشعة تحت الحمراء وتقنية دبليو اي اي للتحكم بالماوس ولوحة المفاتيح باستخدام الرأس.

كما يكشف الجهاز المستخدم عن التكنولوجيا البسيطة التي يمكن أن تحقق الهدف المنشود مع الحد الأدنى من الجهد، وسهولة الاستخدام دون الحاجة لاجراء أية حركات عنيفة من قبل المستخدم مما يجعله مريحاً للاستخدام.

الجامعات الاردنية تكرم طلبتها الفائزين

وتكريماً للطلبة الفائزين فقد احتفلت الجامعات الثلاث ومايكروسوفت الاردن بتكريم الطلبة الأربعة وذلك خلال الحفل الذي احتضنته الجامعة الألمانية الاردنية يوم الاثنين الموافق 25/7/2011 برعاية وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور وجيه عويس و بحضور رؤساء الجامعات.

وقال الدكتور عويس خلال الكلمة التي القاها في الحفل انه يحق للأردن أن يفخر بهذه النخبة من الطلبة التي حققت انتصاراً عالميا يشار اليه بالبنان، مؤكداً ان الاردن هو الدولة العربية التي فازت بمثل تلك المسابقة العالمية بمشاركة واسعة جدا.

وأشاد الدكتور عويس بالبرامج التعليمية التي تقدمها الجامعات الاردنية الرسمية والخاصة والتي اسهمت في تقدم ونهضة مسيرة التعليم العالي في الاردن لتكون الجامعات الأردنية في مقدمة الجامعات العربية والعالمية.

وأضاف الدكتور عويس أن الانجاز الذي حققة الشباب الاردني في مسابقة مايكروسوفت العالمية هو مصدر فخر واعتزاز للوطن بأكلمه الأمر الذي يعزز ثقتنا بشبابنا وببرامجنا الأكاديمية والتي تحفز الابداع والابتكار عند الشباب وتنقلهم من المستوى الوطني الى المستوى العالمي.

ودعا الدكتور عويس رؤساء الجامعات الى العناية بالكوادر البشرية من طلبتها لتخريج شباب قادرين على المنافسة والوصول الى اعلى المراتب.

من جانبه أشار رئيس الجامعة الألمانية الاردنية الدكتور لبيب الخضرا الى ان الجامعة الألمانية تفخر بتنظيم الحفل تقديراً لجهود الطلبة واعترافا بدور جامعاتهم في تأهيلهم واحتضانهم للخروج بمشاريع ومبادرات ريادية على مستوى العالم.

وأضاف الدكتور الخضرا أن الجامعات الاردنية تحفز طلبتها باستمرار وتوفر لهم البيئة التعليمية المناسبة للتفوق والوصول الى العالمية لتبقى منارات علم وابداع كما يريدها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.

والقى رئيس جامعة البتراء الدكتور عدنان بدران كلمةً بين خلالها أن الطلبة استطاعوا خرق الحواجز بين الجامعات، والعمل معاً كفريق أردني واحد باسم OaSys، لتحقيق الدرجة الأولى في مسابقة مايكروسوفت الوطنية، والتقدم الى المسابقة العالمية في نيويورك والحصول على المرتبة الثالثة عالمياً في مسار تصميم البرمجيات في النهائيات وهي المرة الأولى التي يحصل فيها فريق من دولة عربية على مثل هذه المرتبة المتقدمة.

وأضاف الدكتور بدران أن مسابقة كأس التخيل «Imagine Cup» من المسابقات الطلابية المتميزة التي تنظمها شركة مايكروسوفت على مستوى الأردن والعالم حيث تهتم هذه المسابقة بحث الطلبة على العمل في مشاريع تكنولوجية لحل العديد من المشاكل المستعصية على مستوى العالم والتي تم تحديدها من قبل هيئة الأمم المتحدة والمعروفة بـ «MDGs» بأهداف الألفية للتنمية البشرية وتشمل المشاكل المعتمدة ثمانية محاور منها «الجوع والفقر» و»التعليم الأساسي حول العالم» و»حقوق المرأة»، و»الحفاظ على البيئة» وغيرها من المحاور المهمة دولياً.

وفي اطار حديثه عن مشروع الطلبة قال الدكتور بدران «ان الفريق الأردني استطاع أن يبدع في هذه المسابقة من خلال تصميم نظام خاص Horizon لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتحديد الأشخاص الذين يعانون من الاعاقات الحركية مثل الشلل الرباعي. ومن خلال هذا النظام يستطيع أي شخص من التحكم بجهاز الحاسوب بما في ذلك الطباعة والدخول الى الملفات وتصفح الانترنت واستلام مكالمات هاتفية واستلام رسائل قصيرة بحركات بسيطة من الرأس دون الحاجة لاستخدام أي من الأطراف»

وبين الدكتور بدران أن المشروع لاقى استحسان العديد من المؤسسات المحلية والدولية منها دعم جلالة الملكة رانيا العبدالله على صفحة Twitter والمجلس الأعلى للأشخاص المعوقين برعاية سمو الأمير رعد بن زيد، ومستشفى برونكس للمحاربين القدامى في الولايات المتحدة، اضافة الى الممثلة الشهيرة ايفا لانجوريا والتي تكلمت عن المشروع في مؤتمر صحفي عقدته في الولايات المتحدة.

واشاد الدكتور بدران خلال كلمته بمخرجات كليات تكنولوجيا المعلومات في الجامعات الاردنية، والتي تشير الى ان الأردن حقق انجازاً في مجال البرمجيات كماً وكيفاً، الأمر الذي يستوجب الاستثمار في الذكاء واعداد الرأسمال البشري، والموارد البشرية المبتكرة، لتحويل المهارات الطلابية ومشروعات الطلبة من الخريجين، ومشروعات بحوث الأطروحات، الى منتجات ابداعية، وبراءات اختراع، وحزم تكنولوجية، ترفد السوق العالمي في حقول تكنولوجيا المعلومات وعلى الأخص البرمجيات، خاصةً أن هذه الصناعة تعتمد على العقل البشري بما اكتسبه من جودة التعليم، والذي شحذت مهاراته الجامعات الأردنية.

ولدى حديثه عن التعليم العالي في الأردن قال الدكتور بدران لقد وضع الأردن من خلال الجامعات الأردنية ومسيرة التعليم العالي والبحث العلمي الأردني الأعمدة الثلاثة الرئيسة لجودة التعليم العالي وهي اولاً الاعتماد العام والاعتماد الخاص للجامعات الأردنية وفق قانون هيئة الاعتماد، والذي يتوجب على مجلس التعليم العالي وهيئة الاعتماد الاسراع في تطبيقه على جميع الجامعات الأردنية وفق القانون وثانيا اعتماد مؤشرات الجودة لدى هيئة الاعتماد لمخرجات التعليم الجامعي والتي تقوم على النوعية والمواءمة للتخصصات المختلفة وثالثا اعتماد مؤشرات عالمية في تصنيف الجامعات الأردنية وتخصصاتها وفق معايير تصنيف ثابتة لبناء التنافسية بين الجامعات الأردنية.

ودعا الدكتور بدران الى تطبيق الأعمدة الثلاثة لسياسة جودة التعليم العالي في الأردن، و تسويق المنتج الأردني من مخرجات تكنولوجيا المعلومات عن طريق بناء حاضنات في كل كلية معلوماتية، وانشاء مراكز الابداع والريادة في كل جامعة، وربطها بمدينة الحسن العلمية لتحويلها الى صناعة أو سلعة أو خدمات تكنولوجية، لدعم بناء شركات معلوماتية، والانخراط مع عالم وسوق تكنولوجيا المعلومات على مستوى العالم.

واختتم الدكتور بدران كلمته قائلاً «ان استثمار الرأسمال البشري للعقول البشرية الأردنية المؤهلة والمدربة هو الطريق المستدام لاقتصاد أردني ذاتي وقوي يقوم على مخرجات التعلم والتعليم العالي».

من جهته عبر رئيس جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا الدكتور عيسى بطارسه عن سعادته الغامرة لتكريم نخبة من الشباب الاردني المبدع والمتميز قائلاً « أنني اعتبر أن أسعد لحظات العمل لي كرئيس جامعة عندما أجتمع مع طلبة الجامعة وخاصة الطلبة المتفوقين، والمتميزين والحائزين على جوائز عالمية كالمجموعة التي تقف أمامنا».

وأضاف الدكتور بطارسه «نحن اليوم جميعاً فخورون جداً بالطلبة الأردنيين منير، محمد، يوسف وهاني، ونقول لهم أن جامعاتكم بهيئتيها الادارية والتدريسية وطلبتها فخورة بهذا الانجاز الكبير».

وزاد الدكتور بطارسه «لقد رفعتم درجة التنافس الى مستوى عالٍ جداً وحققتم التميز والابداع، الذي وصل الى مستوى عالمي مرموق في التصميم البرمجي»

وخاطب الدكتور بطارسه الفائزين قائلاً «أثبتم بأن التكنولوجيا الحديثة وتصميم البرمجيات الذكية قادرة على حل أصعب المشاكل والتحديات للانسان، كالتحدي الذي يواجه عددا كبيرا من المصابين بالشلل الرباعي».

وهنأ الدكتور بطارسه الفريق بقوله «ان النجاح الكبيرالذي أحرزتموه هو نتيجة لاخلاصكم وعملكم الدؤوب وتفانيكم وتملككم لروح المسؤولية كفريق واحد وضع نصب عينيه اعلاء راية الأردن عالياً في المحافل الدولية».

بدوره بين نائب رئيس شركة مايكروسوفت لمجموعة التطوير والمنصات وليد أبو هدبة أن من حق الاردن ان يفخر بشبابه في هذا الانجاز الذي تقدم له 358 الف طالب وطالبة يمثلون 183 دولة حول العالم ليحتل الاردن بكل جدارة واستحقاق المركز الثالث وأشاد ابو هدبه بمستوى التطور التكنولوجي الذي يشهده الاردن في مجال تكنولوجيا المعلومات والانترنت.

وقدم الطالب يوسف الوادي خلال الحفل ايجازاً عن المشروع بين خلاله مراحل العمل التي مر بها وصولاً لتحقيق الفوز.

وفي نهاية الحفل كرم وزير التعليم العالي الطلبة الفائزين بالمسابقة.

وعبر الطلبة الفائزين عن سعادتهم بتحقيق الفوز حيث قال الطالب هاني ابو حويج من الجامعة الألمانية الاردنية «انه لشعور عظيم أن نفوز بالمركز الثالث بهذه المسابقة العالمية، فقد كانت مفاجأة للكثيرين أن يحصد الأردن هذه المرتبة متقدماً بذلك عن الكثير من الدول والفرق المتقدمة ذات الخبرة في هذا المجال من أوروبا واسيا».

وأضاف ابو حويج «اننا سعداء بأننا رفعنا مستوى التوقعات الآن للأردن والعالم العربي والشرق الأوسط وأفريقيا. ونأمل أن يستمر الأردن بتميزه وان تحقق الفرق الأردنية المشاركة في مسابقة كأس الابداع وغيرها من المسابقات الدولية المزيد من النتائج المشرفة مستقبلا».

أما الطالب منير ابو هلال من جامعة الأميرة سمية للتكنولوجيا فقال «ان الظفر بالمركز الثالث على مستوى العالم كان نتيجةً لتظافر جهود كبيرة على مدار قرابة العام ونصف العام اكتشفنا خلالها أبعاداً جديدة من قدراتنا وطاقاتنا التي انصبت تجاه تحقيق نتيجة مشرفة للمملكة والدول العربية ونأمل بأن نستطيع أن نصل لمرضى الشلل الرباعي حول العالم، و أن يستخدموا مشروعنا Horizon لتحقيق الفائدة، فيصبح العالم لهم أفضل».

فيما قال الطالب محمد عزام من جامعة البتراء « لقد أردنا أن نثبت قوة وجودنا وأن نجعل كل الذين ساندونا فخورين، ولدعمهم لنا نود أن نشكرهم جميعهم، وأولهم جلالة الملكة رانيا العبدالله وسمو الأمير رعد و جميع الأصدقاء من الأردن والدول العربية الذين رافقونا طوال الطريق».

وتجدر الاشارة الى أن فكرة كأس مايكروسوفت لعام2012 ستركز على اطلاق العنان لطاقات الشباب وأحلامهم لايجاد حلول تقنية تسهم في مكافحة الأمراض و تحسين التعليم وضمان التنمية البيئية المستدامة وانشاء أنظمة للاتصالات في حالات الكوارث، ومساعدة جميع الأطفال على تعلم القراءة والكتابة وتطويرالابداع للأشخاص ذوي الاعاقات، والتقليل من معدل وفيات الأطفال وغيرها من المواضيع التي لها تماس مباشر بحياة البشر.