بعدما حل الظلام
وتوقف صوت الكلام
واصبح الكون فى ظلام تام
جاء القمر يتربع على عرشه
متباهيا بشكله
جلس بكل كبرياء
وجمال نوره مرسوم بروعة فى السماء
علمت النجوم بوصول القمر
فرفر قلبها من جمال الخبر
وأخذت تتزين وتتزين
وينتظر الجميع من منهن ستنال اعجاب القمر
فأسرعت النجوم تجرى فى السماء
تتلاهف على نظرة اعجاب من قمر السماء
فاندهش القمر بما رآه
رأى النجوم تتسارع على رؤياه
فرحب بالنجوم ترحيبا يليق بدهشة ما رآه
ولاحظ شيئا غريبا من النجوم
لاحظ نظرات اعجاب فجلس كالمصدوم
لا يعرف كيف يهرب من نظراتهن
وكيف يواجه اعجابهن
فاخذ يحدث كل واحدة بقليل من الكلام
حتى لا تفهمه خطأ وتتوه فى خيال وأوهام
وبينما هو يتحدث مع نجمة محاولا الهروب منها باقل الكلمات
اذ بعينيه وقعت على نجمة من النجمات
فيها براءة تحن من اجلها النظرات
جالسة وحدها لا تتحدث معه مثلهن
ولا تحاول الأقراب منه كما يفعلن
فترك كل النجمات
ومازالت تلاحقه منهن النظرات
ونزل من عرشه وسار
يقترب من تلك النجمة محتار
ماذا يقول لها
وعما يسألها
وعندما اقترب منها
رفعت النجمة عينيها
فوقفت له ترحب به
ترتعش خوفا ورهبه
فقال لها : ماذا عنكى
ولماذا انت جالسة وحدك
قالت له : ليس لى الحق ان اقترب من عرشك يا قمر
قال : ولما لا
قالت : وكيف لى ان اقترب من عرش القمر
وأنا نجمة فى السماء ازينها
أجرى فيها وأضحك مع النجمات مثلى
قال ألم ترين النجمات كيف تقترب منى
وكيف تحدثنى
قالت : نعم يا قمر
ورأيت ايضا حديثك معهن
وكأنك لا تود أى حديث منهن
ضحك لها القمر وقال
عجبا لكى يا نجمة
وكيف لى ان أحدثهن
فصمتت النجمة
أمسك القمر يدها وقال لها
يا نجمة بين النجوم جعلتنى
اترك النجوم وانزل من على عرشى
لا يعنينى كلام ولهفة منهن
فهن يظنون اننى سأغرم بزينتهن
ولكنى مهما حدث فى الكون
انا قمر وهن نجمات
فلا داعى لهن من تلك الزينات
فكل خلق خلقه الله بزينته جميل
ومهما تزين فلا زينة تجعل خلق الله جميل
أبتسمت النجمة وقالت
أهكذا انا جميلة وأعجبك
قال: اعجبتنى براءتك
وبساطتك وهدوئك
وجمال سكونك
فما وجدت فيكى عبثا مثلما يفعلن
ولا اهتمام بالزينة كما يتزين
ولكن للاسف يا نجمة
قدر لى ان أكون القمر
وتكونين انتى نجمة
وما رأيت فى جمالها نجمة