بانر

الأرجنتينيون يودعون بالدموع رئيسهم السابق «كيرشنر» الذى انتشل البلاد من الإفلاس وأنعش الاقتصاد


فى حضور قادة دول أمريكا اللاتينية، ودع الأرجنتينيون أمس، رئيسهم الراحل نستور كيرشنر الذى توفى أمس الأول عن ٦٠ سنة، إثر إصابته بأزمة قلبية، وانخرط المئات من عامة الشعب فى الدموع خلال الجنازة، فيما ردد الشباب هتافات: «نستور لم يمت.. نستور حى»، ونكست الأعلام وتكدست باقات الأزهار والصور أمام الأبواب تكريما لذكرى الراحل، الذى حمل لقب «رجل البلاد القوى» رغم محنة مرضه الطويلة وابتعاده عن كرسى الحكم منذ ٣ أعوام.

نستور كيرشنر، الذى ترأس البلاد من ٢٠٠٣ إلى ٢٠٠٧، هو زوج الرئيسة كريستينا كيرشنر، وفسر مراقبون توافد عامة الناس على تشييع جثمان كيرشنر بأنه تقدير لما شهدته فترة رئاسته من تقدم ملموس فيما يتعلق بمعالجة الوضع الاقتصادى وملف حقوق الإنسان، وهى مسائل شائكة خلفتها آخر حقبة للديكتاتورية فى الأرجنتين. وكان كيرشنر تعهد ببناء البلاد بعد أن تراجع اقتصاد الأرجنتين عام ٢٠٠١ إلى حد كبير أمام ارتفاع الديون، مما أدى إلى تجميد الأرصدة البنكية وتراجع قيمة العملة المحلية «البيزيتة» بنسبة الثلثين، وارتفعت البطالة بنسبة ٢٠% ووقعت مصادمات عنيفة بين الشرطة والجماهير، حتى جاء كيرشنر وتولى السلطة وواجه المشاكل الاقتصادية بإعادة جدولة ديون بلاده وحافظ على خطط إنفاق تقشفية، وأنهى تبعية بلاده لصندوق النقد الدولى.

ودعم كيرشنر تكتلا إقليميا للتجارة اشتركت فيه الأرجنتين مع البرازيل والأورروجواى وباراجواى ودعم روابط بلاده مع حكومات أقصى اليسار فى كل من فنزويلا وبوليفيا. وبمرور الوقت، فرض كيرشنر نفسه كرجل قوى فى البلاد وعزز سلطته المعنوية بتمكنه من إلغاء قوانين العفو وإعادة فتح محاكمات العسكريين لجرائم ارتكبت فى عهد الديكتاتورية (١٩٧٦-١٩٨٣).