بانر

إحياء متحف الفن الإسلامي بالقاهرة

افتتح الرئيس المصري حسني مبارك أمس متحف الفن الإسلامي بمنطقة الأزهر بالقاهرة، بعد أكثر من ثماني سنوات قامت فيها وزارة الثقافة بجهد كبير من أجل ترميمه وتطويره وتجديده، وكلف 85 مليون جنيه مصري (حوالي 15 مليون دولار).

وقال وزير الثقافة فاروق حسني إن المتحف يعد واحدا من أكبر وأهم وأقدم المتاحف الإسلامية، حيث يحتضن تنوعا شاملا لكل صنوف الفنون والثقافة للحضارة الإسلامية، منذ عصر الرسول صلى الله عليه وسلم حتى نهاية العصر العثماني، مرورا بكل العصور والطرز الفنية.

ويضم المتحف مقتنيات تتجاوز مائة ألف تحفة تغطي ما يقرب من 12 قرنا هجريا، ويزخر بالتحف الإسلامية المختلفة المنشأ، ابتداء من الهند والصين وإيران وسمرقند، مرورا بالجزيرة العربية والشام ومصر وشمال أفريقيا وانتهاء بالأندلس وغيرها.

والمتحف مقسم من الداخل إلى 25 قاعة يضمها المبنى الأثري الذي صمم وفق الطراز الإسلامي، بهدف حفظ تاريخ وتراث وفنون الحضارة الإسلامية.

مخطوطات نادرة

وقال المدير العام للمتحف الفنان محمد عباس إن المتحف يضم مكتبة بالدور العلوي تحوي مجموعة من الكتب والمخطوطات النادرة باللغات الشرقية القديمة مثل الفارسية والتركية، ومجموعة أخرى باللغات الأوروبية الحديثة كالإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية، إضافة لمجموعة كتب في الآثار الإسلامية والتاريخية، ويبلغ عدد مقتنيات المكتبة أكثر من 13000 كتاب.

وأضاف عباس في حديثه للجزيرة نت إلى انفراد المتحف باحتضانه فنون العصور الإسلامية كلها حتى نهاية العصر العثماني, ويضم 12 قسما، منها الخزف والنسيج والمعادن، كما يضم 50 ألف تحفة للعملة والموازين والمكاييل والحلي والسلاح والزجاج والأحجار والرخام والنسيج والسجاد.

نمو هائل
ونبه عباس إلى أن بعض مجموعات المتحف تعد من أغنى المجموعات في العالم، مثل مجموعات الخزف الإيراني والتركي ومجموعة التحف المعدنية ومجموعة السجاجيد, التي تضاعفت بعد اقتناء جانب كبير من مجموعة المرحوم الدكتور علي إبراهيم في سنة 1949.

وأشار عباس إلى النمو الهائل في مجموعات المتحف حيث إن عدد التحف المسجلة عند افتتاحه في ديسمبر/كانون الأول 1903 بلغ حوالي 7000 تحفة، زاد إلى نحو 60000 سنة 1954, لكنها الآن تزيد عن 100000 قطعة.

وقال وكيل المتحف رئيس قسم المخطوطات السابق الفنان صلاح أحمد إن قسم المخطوطات يحوي مخطوطات متنوعة، تبلغ أكثر من 1000 مخطوطة نادرة، تنتمي لإيران ومصر والمغرب والهند وإسبانيا وغيرها، وهي تنقسم إلى مجموعات، منها مجموعة مصاحف متنوعة كبيرة بعضها من مصر وبعضها من دول أخرى، مثل إيران والمغرب وإسبانيا.

أقدم مصحف

وأضاف أحمد في حديثه مع الجزيرة نت أن المتحف يضم عددا كبيرا من المصاحف المصرية، التي ترجع لجميع العصور وبه أقدم مصحف يرجع إلى العصر الأموي في القرن الأول وبداية الثاني الهجري، وهو مكتوب على عظم الغزال وبدون تشكيل أو تنقيط لأن هذه الطريقة كانت سائدة في تلك الفترة، وهي مختلفة عن تلك التي نعرفها اليوم.

وقال أحمد إن قسم المخطوطات يضم مصاحف ترجع للعصر الفاطمي في القرن الرابع والخامس الهجري، وأخرى ترجع للعصر المملوكي والأيوبي والعثماني، وهناك نماذج تنتمي لعصر أسرة محمد علي باشا منذ نحو 200 عام.

ونبه أحمد لوجود مجموعة من المصاحف الفريدة التي أبدع فيها الفنان المسلم، مزينه بزخارف جميلة بأساليب فنية متنوعة، منها الضغط والتذهيب والتلوين والتخريم والتفريغ، فصارت أول صفحتين من المصحف لوحة جمالية يبدعها أربعة فنانين، هم الخطاط والمذهب والمصور والمجلد.