بدأت نيابة قسم أول المنصورة تحقيقاتها فى حادث انهيار عقارين بمنطقة السلخانة، الذى راح ضحيته ٩ أشخاص وأصيب ١٤ آخرون، وصرحت النيابة بدفن الجثث بعد عرضها على الطب الشرعى، كما استمعت إلى أقوال الناجين وأكدوا أن المنزل الأول، وهو مملوك لعائلة الهجرسى، كان بحالة جيدة ولم تظهر عليه أى تشققات أو علامات قبل الانهيار، بينما صدر قرار إزالة للعقار الثانى منذ ثلاثة أعوام ولم يتم إخلاؤه لأنه كان بحالة جيدة، وأضاف الناجون فى أقوالهم أنهم يوم الحادث كانوا فى منازلهم ولم يسمعوا أى شىء.
وأجرى فريق من النيابة معاينة لمكان الانهيار، وقرر المستشار أحمد البدوى، المحامى العام لنيابات جنوب المنصورة، تشكيل لجنة من كلية الهندسة لفحص الأنقاض وتحليل عينه منها لبيان أسباب الانهيار، بالإضافة لفحص شبكات المياه والصرف الصحى بالمنطقة لبيان وجود أى تسريبات تحت المنازل من عدمه بالإضافة لضبط ملفات العقارات المنهارة واستدعاء مديرى الإدارة الهندسية والتنظيم بحى غرب المنصورة للتحقيق معهم فى واقعة الانهيار. وأكد الدكتور مجدى العوادلى، مدير المستشفى، أنه تم إعلان حالة الطوارئ بالمستشفى وقت الحادث لاستقبال ضحايا الانهيار والذى وصل عددهم إلى ٩ قتلى و١٤ مصاباً وتم دخول الجثث مشرحة المستشفى وتكفينهم وتسليمهم لذويهم.
وفى قسم العظام بمستشفى المنصورة رقدت نحمده السيد إبراهيم، «٥٠ سنة»، وهى تردد «إنا لله وإنا اليه راجعون، جوزى وبنت أختى ماتوا تحت الأنقاض وربا نجانى أنا وبنتى بهيجة بأعجوبة»، وقالت: «شروق بنت أختى جاءت تزورنا فى البيت بعد الفطار وكنا قاعدين نتفرج على التليفزيون أنا وهى وبهيجة ورجع جوزى محمود من صلاة التراويح وقعد يضحك معانا ومع شروق ويسألها على أمها وأخواتها وطلب منى أعمل له كوب شاى وقبل ما يكمل الكلام لقينا البيت بيتهز وبينهار بينا وملحقناش حتى نصرخ على حد ينقذنا ولم أشعر بنفسى بعدها إلا وأنا بتوع الإسعاف بيحاولوا يكلمونى فى الإسعاف وأنا مش قادرة أنطق».
وبكت وهى تقول: «البنت الصغيرة شروق ١٥ سنة. كانت جاية تزورنا علشان قدرها تموت تحت تراب البيت وجوزى الله يرحمه مات وهو لسه كان راجع من الجامع ومش عارفة أنا هأخرج من هنا أعمل إيه ولاّ هاعيش إزاى والبيت اللى حيلتنا اتهدم وبقيت أنا وبنتى فى الشارع».
وقال طارق محمد السيد: «أنا كنت مسافر للزرقا ولقيت تليفون قولى الحق البيت وقع ومراتك وأولادك تحته رجعت زى المجنون لقيت البيت كوم تراب والإنقاذ بيحاولوا يطلعوا الناس من تحته وعرفت إنهم طلعوا ابنى عبدالرحمن (٨ سنين)، وبنتى نبيهة (٥ سنين)، وانتظرت على أمل يخرجوا زوجتى وابنتى الرضيعة جانا (٤٠ يوم) لكن للأسف الاتنين خرجوا جثث».
كما شكل اللواء سمير سلام، محافظ الدقهلية، مساء أمس الأول لجنة ثنائية من كلية الهندسة ومديرية الإسكان لفحص العقارات المجاورة للعقارين المنهارين وكشفت اللجنة عن وجود خمسة منازل بالمنطقة مجاورة للعقارين المنهارين وتمثل خطورة داهمة على السكان وصادر لأحدها قرار إزالة ولم ينفذ، أكد تقرير اللجنة الذى تم عرضه على المحافظ مباشرة وجود العقار ملك المواطن شحاتة محمد الكشعة عبارة عن ثلاثة أدوار وصادر له قرار إزالة رقم ٥/٦/٤٤ لسنة ٢٠٠٩ ولم ينفذ، كما كشفت اللجنة عن أسباب انهيار العقارين محل الواقعة وهي أنهما قديمان وبنيا بنظام الحوائط الحاملة ورجحت أن يكون سبب الانهيار هبوط مفاجئ فى الأساسات نتيجة تآكل مواد البناء الرابطة بينها.
وعلى الصعيد نفسه، أعلن صلاح أبوالعينين، عضو مجلس محلى محافظة الدقهلية، إعداده لتقديم طلب إحاطة عاجل فى أولى جلسات المجلس المحلى حول تكرار حوادث انهيار العقارات بمدينة المنصورة وتقاعس حى غرب المنصورة والمحافظة عن حصر المبانى الآيلة للسقوط والتى تمثل خطورة على السكان، كما طالب أعضاء مجلس الشعب بضرورة حصر المبانى الآيلة للسقوط والعشوائية داخل مدن المحافظة وإخلائها من السكان مع توفير مساكن بديلة لهم منعا لحدوث كوارث فى المستقبل. تناول أفراد قوات الدفاع المدنى بالدقهلية من عساكر وضباط وجبة السحور على أنقاض المنزلين المنهارين قبل دقائق من انطلاق مدفع الإمساك وصلاة فجر أمس الأول، حيث توقفت عمليات البحث عن ضحايا الانهيار لمدة دقائق حتى يتمكن الضباط والعساكر من تناول السحور، بينما تناوله اللواء محمد طلبة، مدير أمن الدقهلية، وعدد من قيادات المديرية بالإضافة للمهندس الحسينى محمد، السكرتير العام لمحافظة الدقهلية، على الرصيف المواجه لمكان الانهيار لرفع الروح المعنوية للضباط والعساكر أثناء عمليات البحث، وقامت مديرية الأمن بتوزيع السحور الذى تم إعداده بنادى ضباط الشرطة على العساكر والضباط المشاركين فى عمليات البحث، وكذلك على أفراد قوات الأمن المشاركين فى الكردون الأمنى الذى تم فرضه على المنطقة.