بانر

كنوز يغطيها التراب

المستندات التى بين أيدينا عمرها ٣ أعوام، جاءت لتكشف أن كارثة سرقة لوحة «زهرة الخشخاش» للفنان العالمى فان جوخ من متحف محمود خليل، السبت الماضى، كان من الممكن تجنبها، وأن جرس الإنذار دق أكثر من مرة فى أروقة قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة، محذراً من تعطل كاميرات وأجهزة تأمين المتحف المنهوب.

محسن شعلان، وكيل أول وزارة الثقافة، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، المحبوس الآن على ذمة التحقيق، طالب طوال السنوات الثلاث السابقة بتوفير اعتمادات مالية كافية لتأمين المتاحف وحماية مبانيها ومعروضاتها وبينها ١٦ مليون لمتحف محمد محمود خليل، وصلت الطلبات إلى مكتب وزير الثقافة، واتخذت طريقها البيروقراطى المعتاد بين مكاتب المسؤولين، وحملت العشرات من توقيعاتهم وتأشيراتهم، لكن الأموال التى كانت ضرورية لحماية كنوزنا الفنية لم تصل فى موازنة ٢٠٠٨-٢٠٠٩ أو ٢٠٠٩-٢٠١٠ ولا حتى فى ٢٠١٠-٢٠١١.

ورغم أن الكارثة كانت متوقعة، والتهديدات كانت مطروحة فى الخطابات الرسمية دون مواربة، فإن شيئاً لم يحدث لوقفها، وعلم كل هذه الجهات الرسمية باحتمالات الخطر لم يوقف اللص قبل دخول المتحف، أو يمنعه من استخدام مشرط فى انتزاع اللوحة التى لا تقدر بمال، كاشفاً عن واقعة جديدة تضاعف التساؤلات عن مدى كفاءة الجهاز الإدارى فى مصر، وجدوى استمرار الآليات الحالية فى تسيير دولاب العمل الحكومى.