بانر

قصة مسلسل فاطمة



ضجة كبيرة أثارها مسلسل "فاطمة" في المجتمع لأنه تناول قضية حساسة جدًّا،
وهي الاغتصاب والمحنة التي تعانيها ضحايا هذه الجريمة ليس فقط في المجتمع
التركي بل أيضًا كثير من المجتمعات المحافظة خاصة المجتمعات العربية التي
تحرم الزنا قبل الزواج.

ومسلسل "فاطمة" مقتبس من رواية الشاعر والروائي التركي وداد توركالي التي
تحمل الاسم نفسه وتتحدث عن قصة حقيقية حدثت عام 1975م، ويشارك في بطولة
المسلسل بران سآت الشهيرة بـ"سمر" في مسلسل "العشق الممنوع" والممثل انجين
أكيوريك الشهير بـ"مصطفى" في مسلسل "نارين" و"سمير" في مسلسل "الغريب"
ونخبة كبيرة من نجوم تركيا المميزين.

وحصل المسلسل على عدة جوائز، ويعتبر من أفضل وأنجح المسلسلات التركية حتى
الآن نظرًا لحساسية الموضوع التي تطرقت إليها القصة والأداء الرائع
للأبطال الأساسيين والثانويين، وكذلك الإخراج المتميز.

ويدور أحداث المسلسل حول "فاطمة" الفتاة الفقيرة اليتيمة التي تعيش مع
شقيقها الأكبر وزوجته وابنهما، وكانت تستعد لزواجها من خطيبها وحبيبها
"مصطفى"، لكن بعد حادثة الاغتصاب من قبل أربعة شبان تنقلب حياتها رأسًا على
عقب.

وبسبب الثغرة القانونية في القانون التركي التي تسمح للمغتصب بالإفلات من
العقوبة بمجرد زواجه من ضحيته، أقنع ثلاثة من الشباب المغتصبين ومحاميهم
وصديقهم الرابع "كريم" الذي يجسد الدور الممثل انجين أكيوريك، لكي يتزوج من
"فاطمة" حتى يفلتوا من العقاب، واضطر "كريم" إلى الموافقة على الزواج بعد
ضغوط من أصدقائه الذين رأوا فيه كبش فداء للإفلات من العقوبة.

"كريم" لم يكن مغتصبًا عاديًّا؛ إذ إنه لم يكن يريد اغتصابها، وكاد أن
يقترب منها، لكنه تراجع بعد أن فقدت وعيها، وعلى الرغم من أنه أقلهم
اقترابًا من "فاطمة"، لكنه شعر بالذنب الشديد ناحيتها، ووافق على الزواج
لكي "يغسل" شرفها.

ويعتبر كثيرون أن هذا المسلسل هو بارقة أمل لكل من هم مثل "فاطمة" في
المجتمع التركي، وينتظر المشاهدون عقابًا قاسيًّا للمغتصبين في النهاية
التي ستبث الحلقة الأخيرة من المسلسل يوم 14 يونيو/حزيران 2012م، حتى
يكونوا عبرة لكل المغتصبين أو من يفكرون في الاغتصاب، كما ينتظر المشاهدون
على تشديد عقوبة الاغتصاب إلى أقصى عقوبة مع غرامة مالية كبيرة جدًّا لصالح
الضحية.

ومخرجة المسلسل هي هلال صرال التي أخرجت عدة مسلسلات ناجحة؛ مثل "لحظة
وداع" 2007م، "العشق الممنوع" 2008-2010م، وحاليًّا "ما ذنب فاطمة جول"
2010-2012م.

وأكدت صرال أنها تعمدت إظهار عنصري البحر واللون الأزرق في الحلقات
الأولى، لأن البحر واللون الأزرق يرمزان إلى النقاء الذي تتصف به الشخصية
الأساسية "فاطمة"؛ حيث صورت مشاهد الحلقات الأولى في مدينة "تجاشمى" بالقرب
من مدينة إزمير الواقعة على الساحل الشرقي لبحر إيجه.