بانر

مهزلة في قلعة قايتباي بالإسكندرية

بمناسبة رمضان.. إليكم هذه الفزورة: تخيلوا أنكم ترون قاعدة لطيفة فيما يشبه ''المصطبة''.. وبجانبها مجموعة تدخن السجائر، واخرى تلعب ''بلاي ستيشن''، وثالثة تلعب كرة قدم.. وعلى الجدران اسماء وقلوب لمحبين رسموها بدموعهم وبالألوان الطبيعية.. واثنين في احد الاركان يجسدان عملياً قصة حب "بث مباشر".. وفى الارض تفترش عائلة الخلاء لتنعم بغدوة عائلية حميمة.. وفي كل المكان حفلة "تصاوير" محمومة.
السؤال: ما هو المكان الذى تتوقع أنه يجمع كل هذه الانشطة؟ بالتأكيد ليست حديقة الحيوان، ولا ميدان التحرير.. ولا احد الاسواق الشعبية ولا بيت العمدة في احدى القرى الريفية.. الاجابة: كل هذه الانشطة الغير منسجمة اجتمعت نهاراً جهاراً في قلعة "قايتباي" بالإسكندرية، التي يبلغ عمرها 540 عاماً، وتأسست في نفس المكان الذى كان عليه فنار الاسكندرية، احد عجائب الدنيا السبع القديمة.
بداية قصة اكتشاف سلسلة المهازل في قلعة قايتباي، التي بناها السلطان الأشرف أبو النصر قايتباي عام 882هـ.. جاءت اثناء زيارة عائلية (قبل رمضان)، زيارة لم يكن وراءها اى اهداف صحفية.. فقط شحن بطارية الوطنية بمشاهد وآثار من تاريخ مصر العظيم، وللأسف كان بصحبتي صديقين من دولة عربية شقيقة.
عند مدخل القلعة ستجد بوابة أمن، ولكن لا تقلق فيها مجرد" منظرة"، والكثير من الناس يمرون من خلفها بدافع أن أغلب من يزرون القلعة مصريين "وكلها عارفه بعضها"، بعد بوابة الدخول توقعت كتيب مجاني، أو حتى بمقابل يشرح ما سوف نستمتع بمشاهدته.. ولكنى لم اجد.. فتوقعت ما هو أفضل.. مرشد سياحي تابع للقلعة يشرح تفاصيل ما سنشاهده.. ولكن حاشا وكلا.. الخيبة كانت في انتظارنا !!
ولكني تمسكت بالأمل مرة اخرى، وقلت بالتأكيد سنجد لافتات تشرح تفاصيل كل آثر، وبدا لي تفسير منطقي، يبرر عدم وجود كتيبات او مرشد سياحي.. بل ان خيالي ذهب بي الي انهم ربما وضعوا لوحات اليكترونية، وقلت ولما لا؟! ثمنها لم يعد باهظاً، ولا تحتاج إلا لبرنامج بسيط به بعض المعلومات والصور.. بعد ممر قصير يفصل بين البوابات الخارجية ومبني القلعة، دخلنا لبهو "اعتقد" انه الرئيسي في القلعة.. ولماذا اعتقد ؟ لأننا لم نجد اى شيء مما توقعته، لا لافتات اليكترونية، ولا حتى مكتوبة بالطباشير !!
هنا ادركت انه يجب ان اتوقف عن التوقع، والبدء في التعامل مع الواقع كما هو.. والذى كان للأسف معبراً عن جريمة مكتملة الاركان.. بمجرد ان تدخل لمبني القلعة ستتعرف بشكل واضح على ملامح عمليات الترميم الموجودة في كل مكان.. ولن تحتاج الي خبرة كبيرة لتعرف ان من قام بها كان في الاصل "مبيض محارة".. والارضيات استبدل بعض اجزاءها ب"سيراميك"، واعتقد والله اعلم من "الفرز التاني".
التزاحم والجري واللعب، شعار اغلب الزائرين، في ظل غياب اي تواجد امني او اداري.. نصيحة: كن حريصاً من التدافع والتزاحم، خاصة وانه لا يوجد حد اقصي للأعداد التي يمكن ان تدخل لقاعات القلعة في نفىس الوقت، كما نرى في اي مكان اثري في العالم.. ولكي لا اطيل عليكم بكلام ورغي كثير.. سأترككم مع مجموعة من الصور، اخذتها بعدما وجدت اننا امام كارثة بكل المقاييس، ويجب ان يسارع احد لإنقاذ هذه القلعة التاريخية.. وياليت شباب الثورة بالإسكندرية يبادروا بإنقاذها، في ظل تجاهل القائمين على الاثار في بلدنا.
وقبل ان اترككم مع الصور، التي تغني عن الف كلمة.. سأحكي لكم حوار قصير دار مع عامل نظافة رايته متحمساً لعمله على غير ما يوحى المكان – طبعا وجود اصدقاء عرب فسر ذلك- المهم بداء يحكي لي كيف، يقوم مجموعة من الصيادين، بقضاء حاجتهم خلف اسوار القلعة في اتجاه البحر، وهذا يفسر الراحة الكريهة الموجودة بالمكان.. هذا بخلاف بعض جلسات الانس التي تحدث ليلاً !!
وعندما سالته لما لا يتدخل الامن لتطهير المكان وحمايته، اخبرني ان القلعة حدودها الاسوار فقط، ولا يوجد احد يهتم ولا تفتيش يجري الا كل عدة اشهر، ويكون معروف مسبقاً، واكد لي ان الناس تتعامل مع القلعة وكأنها حديقة عامة؛ وعرفت منه ان قضاء الحاجة لا يتم فقط خارج اسوار القلعة !!
 هذا المشهد أول ما ستراه عيناك عند دخول القلعة
 يكاد لا يوجد حائط او باب سلم من عبارات الذكريات، وكأننا في احد فصول المدارس الثانوية.
 الحب الحب والشوق الشوق.. والذكرى الخالدة
 لا تعليق.. وبالطبع لن ننشر الصور التالية لهذا المشهد
 لا يوجد أفضل من لمة العائلة
 غدوة حميمة داخل غرف القلعة
 قد تكون هذه الغرفة لاحد الامراء، او ربما لقائد عسكري..الان يلعب بها ''بلاي ستيشن''
 في مثل هذه المكان كان يقف بعض الجنود المصريين لصد الحملة الفرنسية
 هنا كان يقف الجنود.. الآن يقف...
 مباراة ساخنة، للأسف لم يتنسى لنا التعرف على من فاز بها
 واحدة من قباب القلعة الداخلية، تحولت الي ''جراج''
 احد غرف القلعة اصبحت مخزن واستراحة لعمال النظافة